التصميم التعليمي :





مفهوم التصميم التعليمي :
يعد التصميم التعليمي (Instructional Design) مكونا مهما من مكونات مجال تكنولوجيا التعليم ، وهو أحد المهام الأساسية للمتخصصين فى تكنولوجيا التعليم ، وتأتى أهمية التصميم كمكون من مكونات المجال من أن لكل موقف تعليمى ما يناسبه من مواد تعليمية وأجهزة وطرق عرض للمحتوى الدراسي، وتحتاج هذه الجوانب إلى وضع مواصفات وخصائص خاصة بها حتى يمكن إنتاجها بصورة جيدة ، تزيد من فاعلية وكفاءة الموقف التعليمي.

    إن كلمة تصميم مشتقة من الفعل (صمم ) أي عزم ، أما مفهوم التصميم اصطلاحاً فيعني هندسة الشيء بطريقة ما على وفق محكات معينة أو عمليه هندسية لموقف ما. ويستعمل مفهوم التصميم في العديد من المجالات كالتصميم الهندسي والتجاري والصناعي وكذلك التربوي وغيرها.
والتصميم كما عرفه (Smith and Regan – 1993 ) نقلاً عن ( يوسف قطامي – 2001 ) هو عملية تخطيط منهجية تسبق الخطة في حل المشكلات اما في المجال التعليمي فالتصميم خطوات منطقية وعلمية تتبع لتصميم التعلم وانتاجه وتنفيذه وتقويمه ، وبهذا المجال يصف (Briggs) نقلاً عن ( الروقي – 2005 – 1) بأن التصميم التعليمي عملية متكاملة لتحليل حاجات المتعلم والاهداف وتطوير الانظمة الناقلة لمواجهة الحاجات والاهتمام بتطوير الفعاليات التعليمية ووتجريبها واعادة فحصها .

كما يطلق على عمليات الوصف والتحليل التي تتم لدراسة متطلبات التعلم . وهو عملية منطقية تتناول الإجراءات اللازمة لتنظيم التعليم وتطويره وتنفيذه وتقوميه بما يتفق والخصائص الإدراكية للمتعلم .
ومصممو التعليم يستعينون بـ " تكنولوجيا التعليم " instructional technology ، للانطلاق منها كقاعدة نظرية لتطوير التعليم .
 وتعود أهمية حقل تصميم التعليم إلى أنه يشكل الإطار النظري النموذجي الذي لو اتبع فإنه سيسهّل تفعيل العملية التعليمية بمهامها المختلفة : ( نقل المعرفة ، اكتساب المهارات ، وجودة الموقف التعليمي) .
وتُعَرف كل من ( سيلزوريتشي ،  ،131-1994) التصميم التعليمي بأنه : "إجراء منظم يشمل مجموعة من النشاطات والمهارات المرتبطة بــ : تحليل التعليم وتصميمه وتطويره وتنفيذه وتقويمه وإدارته " .
ويرى ( زيتون 1998 : 80 )  أن تصميم التعليم : عملية منهجية تهدف إلي تخطيط المنظومات التعليمية لتعمل بأعلى درجة من الفاعلية و الكفاءة لتسهيل التعليم وحدوث التعليم لدى الطلاب ، وعادة مــا يستعَان لإنجاز هذه العملية بنماذج إرشادية يطلق عليها نماذج تصميم التعليم .
وتكمن أهمية التصميم التعليمي في أنه جسر يصل بين العلوم النظرية ( العلوم السلوكية والمعرفية ) ، والعلوم التطبيقية ( استخدام التكنولوجيا والتقنية في عملية التعلم ) ، وفي هذا العصر الذي فقزت فيه التقنية وباتت الفجوة تتسع بين النظريات التربوية والتعليمية تأتي الحاجة للعناية بتصميم التعليم لتحويل التعليم من الإطار النظري القائم على التذكر والحفظ فقط ، إلى الشكل التطبيقي التي يتلمس فيه المتعلمون من أنفسهم الفاعلية في تطبيق ما تعلموه في حياتهم.
ويمكن تعريف تصميم التدريس كذلك على انه " وضع خطة لاستخدام عناصر بيئة المتعلم والعلاقات المترابطة بينها بحيث تدفعه إلى الاستجابة في مواقف معينة تحت ظروف معينة من أجل إكسابه خبرات محددة وإحداث تغييرات في سلوكه وأداءه تحقق الأهداف المقصودة "

يمكن تعريف التصميم التعليمى بأنه :" عملية وضع خطة لاستخدام عناصر بيئة المتعلم والعلاقات فيها ، بحيث تدفعه للاستجابة فى مواقف معينة ، وتحت ظروف معينة من اجل اكسابه خبرات محددة وإحداث تغيرات فى سلوكه أو أدائه لتحقيق الأهداف المقصودة".

كما يمكن تعريفه بأنه :" الطريقة العملية النظامية المخططة لتناول بيئة المتعلم عن قصد وباختيار الوسائل والأساليب المناسبة لإحداث تغيرات فى سلوكه من أجل تحقيق هدف أو مجموعة اهداف محددة وضمن شروط محددة ".( ناجح محمد حسن ، 1997م) .

كما يمكن تعريف التصميم التربوي بانه هندسة العملية التعليمية التي تتوخى التطوير المنهجي لاجراءات علمية ودافعية تهدف الى تحقيق الفعل التعليمي في قضاء مكاني وزماني محددين ( جيفري هوب – 2001 – 2) .

مما تقدم يمكننا ان نعطي مفهوماً شاملاً للتصميم التعليمي على أنه خطوات علمية متكاملة ومنظمة ومتداخلة  ومتسلسلة ومترابطة ذات طبيعة مستمرة تستلزم متطلبات كثيرة تؤدي الى تحقيق اهداف محددة لنوع معين من المتعلمين خلال فترة زمنية محددة .

وبما أن تصميم التعليم حقل من الدراسة والبحث يتعلق بوصف المبادئ النظرية وعلى اجراءات عملية متعلقة بكيفية اعداد المناهج المدرسية والمشاريع التربوية والدروس التعليمية بشكل يهدف الى تحقيق الاهداف المرسومة ، فهو بذلك اعتبر علماً يتعلق بطرق تخطيط عناصر العملية التعليمية وتحليلها وتنظيمها وتطويرها من اشكال وخطط قبل البدء بتنفيذها سواءً كانت مبادئ وصفية او اجرائية ( نائله عوض – 2006)

ويعد التصميم التعليمي قمة ما توصلت اليه التقنيات التربوية في معالجة مشكلات التعلم ، والتعليم وتطوير مستوياته وتقديم المعالجات التصحيحية الخاصة بكل منها. لذا يتطلب من المصممين بذل الجهد واستغلال الوقت بشكل أمثل عند تطبيقه .

هذا ويطلق التصميم التعليمى Instructional design  على عمليات الوصف والتحليل التى تتم لدراسة متطلبات التعلم . ويعد التصميم التعليمي إحدى العمليات الرئيسة لتكنولوجيا التعليم، وقد تعددت التعريفات التي تناولته، فهناك من يراه بأنه مدخل منظومى لتخطيط وإنتاج مواد تعليمية فعالة، وآخرون يشيرون إليه على أنه مدخل منظومى لتخطيط وتطوير وتقييم وإدارة العملية التعليمية بفاعلية، وآخرون يشيرون إليه على أنه مجموعة الخطوات والإجراءات المنهجية المنظمة التي يتم خلالها تطبيق المعرفة العلمية في مجال التعلم الإنساني لتحديد الشروط والمواصفات التعليمية الكاملة للمنظومة التعليمية بما تتضمنه من مصادر ومواقف وبرامج ودروس ومقررات، ويتم ذلك على الورق.

        كما يشار إليه بأنه العملية التي تحدد كيف سيحدث التعلم (شحاته،2011)، وقد أشارت جميع التعريفات على أنه عملية تعنى بتحديد الشروط والخصائص والمواصفات التعليمية الكاملة لأحداث التعليم، ومصادره، وعملياته، وذلك من خلال تطبيق مدخل النظم القائم على حل المشكلات والذي يضع في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في فعالية التعليم والتعلم.

يعود الفضل فى علم تصميم التعليم دراسات وأبحاث علماء نظريات التعلم أمثال سكنر ، وجانييه (1977م) وبرونر (1977م) وغيرهم ، حيث يبحث علم تصميم التعليم فى بناء أفضل الطرق التعليمية التى تؤدى الى تحقيق الأهداف التعليمية الموضوعة من قبل الخبراء أو المسئولين التربويين ، ثم وصف هذه الطرق فى أشكال وخرائط مقننة تعتبر بمثابة دليل للمعلم يسير عليه أثناء عملية التعليم.

        توجد كثير من النماذج التي تناولت تصميم المواد والبرامج التعليمية ، كما سيرد لاحقاً ولكنها اختلفت تبعاً لمستوياتها من حيث الشمول والعمق، أو لطبيعة الأهداف ونواتج التعلم المستهدفة ، أو لمستوى إتقان تعلمها، فمنها البسيط على مستوى الوحدات التعليمية أو الدروس ومنها المركب على مستوى المقررات الدراسية، ولا يصلح اختيار نموذج واحد لجميع المراحل التعليمية والمواقف التدريسية، ولكن يتم المفاضلة فيما بينها في ضوء طبيعة مدخلات النظام وما يرجو تحقيقه من أهداف .
بالاطلاع على ودراسة النماذج المختلفة للتصميم التعليمي، نجد أن هذه العملية تتم في ضوء مجموعة من المراحل والتي هي بمثابة خطوات إجرائية رئيسة ومحددة ، يقوم بها المصمم التعليمي، وقد تتضمن مجموعة من العمليات الفرعية. وإن اختلفت نماذج التصميم التعليمي في شكلها، إلا أنها تتفق في جوهرها ، من حيث إتباعها خطوات إجرائية محددة تتمثل في عمليات التحليل، والتصميم والإنتاج، ثم التطبيق فالاستخدام والتقويم





أهمية التصميم التعليمي :

تتمثل أهمية التصميم التعليمي في كونه العامل الحاسم في فاعلية أو عدم فاعلية العملية التعليمية باستخدام نظم الوسائل المتعددة فقد أثبتت الدراسات فعالية استخدام نظم الوسائل المتعددة وذلك إذا أُحسن تصميمها وإنتاجها ولكن إذا لم تصمم بطريقة جيدة تراعي المتغيرات والعوامل التربوية والفنية، فلن تقدم الكثير إلى عملية التعلم، بل قد تقلل من جودته وتؤدي إلى آثار سلبية لدى المتعلمين، بل قد يكون التعليم التقليدي أسرع وأكثر فاعلية واقتصاداً من الوسائل التفاعلية رديئة التصميم وهذا ما أدى إلى ذلك إلى الاهتمام بالتصميم الجيد لبرامج الوسائل المتعددة، وتوازى مع هذا الاهتمام اهتمام أكاديمي بدراسة أثر استخدام تلك البرامج بأساليبها المختلفة على عملية التعليم لما لها من أهمية بالغة في تحقيق التعلم الإيجابي (الطاهر, 2006) فعلى سبيل المثال أكد (ليكاس، 1991 ( في دراسته من أن التصميم البصري للشاشة يؤثر على انطباع الدارس نحو البرنامج ومدى فهمه له ورغبته في استخدامه كما إن أماكن وضع النصوص والصور على الشاشة يؤثر في قراءتها وفهمها، فالشكل النهائي لتصميم شاشات الكمبيوتر يمثل العنصر الرئيسي في تكوين البرنامج حيث يتحكم في الحالة الانفعالية للمشاهد وتخلق لديه الانطباع نحو هذا البرنامج ومن ثم نحو المحتوى(المادة العلمية) المقدم من خلال، وأكد على كتابة الأهداف بصياغة سلوكية وفي تسلسل مناسب، واستخدامها في تصميم قائمة الأوامر، وإعداد الشاشة، ثم اختيار لغة البرمجة المناسبة ونظام التأليف، مع مراعاة استخدام الصور والرسومات التوضيحية مع الصوت لتدعيم الوحدة.
كما تؤكد دراسة(محمد عطية خميس,2000 (التي هدفت إلى وضع معايير لتصميم نظم الوسائل المتعددة/ الفائقة وإنتاجها، ضمن نتائجها في البند الخاص بتصميم الشاشة وطرق وضع النصوص والصور عليها، ضرورة أن تستخدم الوسائل المتعددة المناسبة، كعناصر أساسية في نقل المحتوى، وبشكل وظيفي ومتكامل مع النصوص، وحسب الحاجة التعليمية إليها.
 هذا ويمكن الاشارة إلى أن جميع الدراسات التي تناولت التصميم التعليمي أكدت على ضرورة الاهتمام بتصميم وتنظيم وحدات التعليم بواسطة الكمبيوتر والاهتمام بالتصميم الوظيفي للوحدة المعدة ، والموضوعات الفرعية التي سوف تغطيها الوحدة كما أن التصميمات الغير متقنة جعلت عدد من الانتقادات توجه إلى التعلم والتعليم بالوسائط المتعددة، من بين تلك الانتقادات هو انعزاليتها الأمر الذي يتناقض والأهداف الاجتماعية للتعليم المدرسي ولهذا قدم (هوبر) مجموعة من الأفكار للمصمم التعليمي تتمثل في عدداً من النقاط وهي الاعتماد المتبادل والمسؤولية والتفاعل الايجابي , التدريب التشاركي وتطوير العمل الجماعي واستمراريته ، هذا ما يؤكد على أهمية التصميم ودورة في العملية التعليمية  (انجلين , جاري. 2004)

هذا وترجع أهمية علم التصميم التعليمى إلى ما يلى :
- يؤدي تصميم التعليم إلى الانتباه نحو الأهداف التعليمية : من الخطوات الأولى في تصميم التعليم , تحديد الأهداف التربوية العامة والأهداف السلوكية الخاصة للمادة المراد تعليمها , هذه الخطوة من شانها أن تساعد المصمم في تميز الأهداف القيمة من الأهداف الجانبية وتمييز الأهداف التطبيقية من الأهداف النظرية.
- يزيد التصميم من احتمالية فرص نجاح  المعلم في تعليم المادة التعليمية : إن القيام بعملية التصميم (التخطيط والدراسة المسبقة) للبرامج التعليمية من شانها أن تتنبأ بالمشكلات التي قد تنشا عن تطبيق البرامج التعليمية , وبالتالي محاولة العمل على تلافيها قبل وقوعها , فالتصميم عملية دراسة ونقد وتعديل وتطوير للبرامج , ومن شأنه أيضا أن يجنب المستخدم لهذه الصورة صرف النفقات الباهظة والوقت والجهد اللذين قد يبذلان في تطبيق البرامج التعليمية بشكل عشوائي .

- يعمل تصميم التعليم على توفير الوقت والجهد : بما أن التصميم عبارة عن عملية دراسة ونقد وتعديل وتغير لذا فان الطرق التعليمية الضعيفة أو الفاشلة يمكن حذفها في أثناء التصميم قبل الشروع المباشر بتطبيقها ز فالتصميم والتخطيط المسبق عبارة عن اتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة باستعمال الطرق التعليمية الفعالة التي قد تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرغوب فيها .

- يعمل تصميم التعليم على تسهيل الاتصالات والتفاعل والتناسق بين الأعضاء المشتركين في تصميم البرامج التعليمية وتطبيقها ويقلل من المنافسات غير الشريفة بينهم.
- يقلل تصميم التعليم من التوتر الذي قد نشا بين المعلمين من جراء التخبط في إتباع الطرق التعليمية العشوائية , فتصميم التعليم من شانه أن يقلل من حدة هذا التوتر بما يزود به المعلمين من صور وإشكال ترشدهم إلى كيفية سير العمل داخل غرفة الصف .
- ونجد أن هدف تصميم التعليم هو صياغة الأهداف العامة والسلوكية وتحديد الاستراتجيات وتطوير المواد التعليمية التي يؤدي التفاعل معها إلى تحقيق الأهداف .




ويمكن تلخيص أهمية تصميم التعليم في الآتي :
1-  تجسير العلاقة بين المبادئ النظرية وتطبيقها في الموقف التعليمي .
2-  تحسين الممارسات التربوية باستعمال نظريات تعليمية أثناء القيام بعملية التعليم بالعمل .
3-  الاعتماد على الجهد الذاتي للمتعلم في عملية التعليم .
4-  استعمال الوسائل والاجهزة والادوات التعليمية بطريقة جيدة.
5-  العمل على توفير الوقت والجهد من خلال استبعاد البدائل الضعيفة والاتسهام في تحقيق الأهداف .
6-  إدماج المتعلم في عملية التعليم بريقة تحقق أقصى درجة ممكنة من التفاعل مع المادة .
7-  توفير الجهد والوقت .
8-  ايجاد علاقة بين المبادئ النظرية والتطبيقية في المواقف التعليمية .
9-   اعتماد المتعلم على جهده الذاتي أثناء عملية التعلم .
10-         توضيح دور المعلم في تسهيل عملية التعلم .
11-          تفريغ المعلم للقيام بواجبات تربوية اخرى اضافة الى التعليم .
12-          التقويم السليم لتعلم الطلبة وعمل المعلم .

بعبارة أخرى ماذا يمكن أن يقدمه تصميم التعليم للعملية التعليمية ؟
- فيما يتعلق بالعلم : فسوف يساعده علي تحسين نوعية أدائه وتحسين مستوى تدريسه ،ومن ثم رفع مستوى تعليم طلابه وانجازهم .
 - فيما يتعلق بالمناهج : فسوف يساعد واضعو المناهج علي تحسين نوعية أدائهم ورفع مستوي تأليفهم ، ومن ثم وضع مناهج منظمة وجيدة وفعالة وأكثر ملائَمة للبيئة وعصر الانفجار لمعلوماتي و التكنولوجي  .
- فيما يتعلق بالطالب : فسوف يساعده علي تحسين عاداته الدراسية ، وتنظيم تفكيره وإدراكه وعملياته العقلية ومن ثم مستواه الفكري والأكاديمي .

يتضمن مصطلح التصميم التعليمى Instructional Design مفهومين هما: التصميم، التعليم (التدريس)، فيشير التصميم التعليمى أو تصميم النظم التعليمية Instructional System Design إلى العملية المنظمة Systematic Process لترجمة مبادئ التعليم والتعلم إلى خطط للمواد التعليمية والنشاطات ومصادر المعلومات والتقويم، ويعد عمل المصمم التعليمى Instructional Designer أشبه إلى حد ما المهندس، فكلاهما يخططان العمل وفق مبادئ ثبت نجاحها فى الماضى، قوانين الفيزياء للمهندس ومبادئ التعلم بالنسبة لمصمم التعليم، وكل منهما يحاول جاهداً التوصل لايجاد تصميم لحلول عملية وجذابة للمستفيد، واستخدام اجراءات حل المشكلة لتوجيه قرارات التصميم. وفى هذه العملية المنظمة، يخطط المهندس أو المصمم التعليمى لتوفير حل المشكلة (المبنى مثلا بالنسبة للمهندس)، (البرنامج التعليمى بالنسبة للمصمم التعليمى)، ويضع كلا منهما مواصفات الحل فى صيغة مخطط، ولكن ليس بالضرورة قيامهما بتحويل تلك المواصفات إلى منتوجات حقيقية فكثيرا ما يقوم أناس آخرون متخصصون فى الانتاج بتلك المهام.

هذا وتعد العملية المنظمة للتصميم التعليمى هامة وضرورية بغض النظر عن نوع المنتج التعليمى، وتكتسب هذه العملية أهمية قصوى خاصة عندما تكون وسيلة التدريس أى شيئ غير المعلم نفسه، كما فى حالة التعلم الذاتى أو برامج التعلم من بعد المستندة على التقنية ومواد تكنولوجيا التعليم وأساليب وأدوات تكنولوجيا الاتصالات، ويجب أن يكون ناتج هذه العملية تعليماً يتميز بالفاعلية، وما تتضمنه تلك الفاعلية من تحقيق الأهداف المنشودة للتعلم، والكفاءة وذلك بانجاز المهام فى وقتاً أقل.




وللتصميم التعليمي ونماذجه أنواع رئيسة هي:

-       نماذج توجيهية : تهدف إلى تحديد ما يجب عمله من إجراءات توجيهية للتوصل إلى منتوجات تعليمية محددة في ظل شروط تعليمية معينة.
-       نماذج وصفية : وتهدف إلى وصف منتوجات تعليمية حقيقية في حالة توفر شروط تعليمية محددة مثل نماذج نظريات التعلم .
-       نماذج إجرائية : تهدف إلى شرح أداء مهمة عملية معينة، وتشتمل على سلسلة متفاعلة من العمليات والإجراءات، ولذلك فكل نماذج التطوير التعليمي تندرج تحت هذا النوع









وللتصميم التعليمي ونماذجه أنواع رئيسة هي:    
التصميم الخطى
من أبسط أساليب تصميم البرامج ولكنه يُلزم جميع المتعلمين بالسير في نفس الخطوات التعليمية في البرنامج. فلكي يتعلم الطالب مفهوماً معيناً لابد له من المرور بكل الإجراءات التي يقررها البرنامج وفي نفس الترتيب للمعلومات والأمثلة والتدريبات.
مميزات التصميم الخطى
القدرة على التحكم التام في جميع إجراءات عملية التعلم. أن التخطيط لتصميم هذا النوع من البرنامج أقل تعقيداً من التصميمات الأخرى (سهولة التخطيط). مفيد وفعال عندما تكون مستويات الطلاب متجانسة.
عيوب التصميم الخطى
-لا يتسم بالمرونة الكافية. -لا يناسب الطلاب ذوى المستويات المختلفة -لا يستخدم إجراءات اتخاذ القرار Decision-Making والتي يمكن أن تمثل إمكانات متقدمة للبرنامج.
التصميم المتفرع(التفريعيى)
تعد اختيارات التفرع في البرنامج من أهم العوامل التي تعتمد عليها قدرة البرنامج على تقديم تعليم فردى. ويقصد بالتفرع داخل البرنامج قدرته على التقدم للأمام أو الرجوع للخلف أو الذهاب إلى أي نقطة في البرنامج بناءً على طلب المستخدم. وتستخدم إجراءات التفرع داخل البرنامج عندما يراد تخطى بعض التدريبات للوصول إلى الاختبار البعدي أو دراسة موضوع دون المرور بالموضوعات الأخرى. من أنواعه:
1.    التفرع الأمامي Forward Branching
2.    التفرع الخلفي Backward Branching
3.    التفرع العشوائي Random Branching
مميزات التصميم المتفرع
1.     يسمح ببناء برامج تتمتع بالعديد من الاختيارات.
2.     يسمح لكل طالب بالتعلم حسب احتياجاته.
  1. القدرة على مواجهة الفروق الفردية.
عيوب التصميم المتفرع
1.     لا يتيح الفرصة لمصمم البرنامج التحكم الكامل في سير الدرس وتقديم جميع ما يريد تعليمه للطالب إذ أن ذلك يعتمد على نتائج الاختبارات القبلية وعلى اختيارات الطالب.
2.     يكون في بعض الأحيان غير فعال في التعليم العلاجي ولا يمكن ضمان تأثيره على مستوى تحصيل الطالب.






دور المصمم التعليمي
يطلق على خبير تكنولوجيا التعليم اسم "المصمم التعليمي، أو "المطور التربوي " ،أو "أخصائي الوسائل التعليمية" ويقع على عاتقه تحديد أكثر الوسائل التعليمية ملاءمة لتحقيق الأهداف التربوية، وهو يراعي الأسس النفسية والإدراكية ومبادئ التعلم والتعليم عند إجراء التصميم، وتزويد المتعلم بالخبرات التعليمية التي يحتاج إليها وإتاحة المجال لتفاعله مع العملية التعليمية، فضلاً عن مراعاة التوازن بين التعليم بالعرض وتقديم المعلومات الجاهزة، وإخبار الطلاب بكل ما يحتاجون إليه، وبين التعلم بالبحث عن المعلومات. ويقوم المصمم التعليمي بتقسيم المادة العلمية أو المحتوى العلمي إلى موضوعات أو وحدات صغيرة، وتحديد الأسلوب اللغوي المناسب لتقديم المادة العلمية وعرضها (أسلوب التحاور مع الطالب عند عرض المعلومات وتقديمها)، وتقديم الأنشطة التي تؤدي إلى التفاعل الايجابي للطالب مع النظام التعليمي، وتحديد وصياغة الأنشطة التي تمكن المتعلم من التقويم الذاتي لتعلمه. ويتعاون خبير المحتوى مع خبير تكنولوجيا التعليم في أداء المهام المتعلقة بتقسيم المحتوى وتحديد الأنشطة، وتحديد الأسلوب الملائم للعرض.(بامفلح، 2009)
المصمم التعليمي والتغذية الراجع
ينظر المصمم التعليمي إلى التغذية الراجعة على إنها فرصة لتعزيز أو تعميق أو توضيح التعلم. وكثيراً ما تأخذ التغذية الراجعة في بيئات الوسائط المتعددة التو صيفية صيغة كشف الأخطاء وتصحيحها. ولان مخرجات التعليم والتعلم في هذه البيئات هي مخرجات محددة سابقاً فمن المفضل أن توجه التغذية الراجعة الخاصة بأداء المتعلم نحو المخرجات المقصودة. أما في بيئات الوسائط المتعددة التعاونية، فإن التغذية الراجعة تتميز بأنها تفاوضية فالمتعلمون يحددون الاتجاهات ويحددون اختياراتهم. ويمكننا القول بأنه كثيراً ما توفر التغذية الراجعة وجهة نظر إدراكية عليا للمتعلم، أي استجابة ذكية لأفعال المتعلم وتحديد مقاصده. ومن النقاط المهمة في التغذية الراجعة والتي يجب أن يهتم بها المصمم التعليمي بشكل خاص، هي أن التغذية الراجعة يمكن تقديمها على هيئة صوت أو رسوم بيانية أو صور متحركة، وليس فقط نصوص وعلى الرغم من انه لا يهم أي نوع من مزيج الصور تستخدم في أغلب الحالات، إلا انه من المفيد استخدام أنوع متعددة لدعم الاهتمام.




دور المصمم التعليمي :
يطلق على خبير تكنولوجيا التعليم اسم
"المصمم التعليمي،
أو "المطور التربوي "
،أ و"أخصائي الوسائل التعليمية "
ويقع على عاتقه :
  • تحديد أكثر الوسائل التعليمية ملاءمة لتحقيق الأهداف التربوية، وهو يراعي الأسس النفسية والإدراكية ومبادئ التعلم والتعليم عند إجراء التصميم، وتزويد المتعلم بالخبرات التعليمية التي يحتاج إليها وإتاحة المجال لتفاعله مع العملية التعليمية
  • مراعاة التوازن بين التعليم بالعرض وتقديم المعلومات الجاهزة، وإخبار الطلاب بكل ما يحتاجون إليه، وبين التعلم بالبحث عن المعلومات.
  • يقوم خبير تكنولوجيا التعليم أو المصمم التعليمي بتقسيم المادة العلمية أو المحتوى العلمي إلى موضوعات أو وحدات صغيرة، وتحديد الأسلوب اللغوي المناسب لتقديم المادة العلمية وعرضها (أسلوب التحاور مع الطالب عند عرض المعلومات وتقديمها)، وتقديم الأنشطة التي تؤدي إلى التفاعل الايجابي للطالب مع النظام التعليمي، وتحديد وصياغة الأنشطة التي تمكن المتعلم من التقويم الذاتي لتعلمه. ويتعاون خبير المحتوى مع خبير تكنولوجيا التعليم في أداء المهام المتعلقة بتقسيم المحتوى وتحديد الأنشطة، وتحديد الأسلوب الملائم للعرض.(بامفلح، 2009)

المصمم التعليمي والتغذية الراجعة :
ينظر المصمم التعليمي إلى التغذية الراجعة على إنها فرصة لتعزيز أو تعميق أو توضيح التعلم.
وكثيراً ما تأخذ التغذية الراجعة في بيئات الوسائط المتعددة التو صيفية صيغة كشف الأخطاء وتصحيحها.
ولان مخرجات التعليم والتعلم في هذه البيئات هي مخرجات محددة سابقاً فمن المفضل أن توجه التغذية الراجعة الخاصة بأداء المتعلم نحو المخرجات المقصودة.
أما في بيئات الوسائط المتعددة التعاونية، فإن التغذية الراجعة تتميز بأنها تفاوضية فالمتعلمون يحددون الاتجاهات ويحددون اختياراتهم.
ويمكننا القول بأنه :
كثيراً ما توفر التغذية الراجعة وجهة نظر إدراكية عليا للمتعلم، أي استجابة ذكية لأفعال المتعلم وتحديد مقاصده.
ومن النقاط المهمة في التغذية الراجعة والتي يجب أن يهتم بها المصمم التعليمي بشكل خاص، هي أن التغذية الراجعة يمكن تقديمها على هيئة صوت أو رسوم بيانية أو صور متحركة، وليس فقط نصوص وعلى الرغم من انه لا يهم أي نوع من مزيج الصور تستخدم في أغلب الحالات، إلا انه من المفيد استخدام أنوع متعددة لدعم الاهتمام




2-نموذج كمب:





يتضح من الشكل ان  كمب ركز في نموذجة على التتابع والتسلسل المنطقي دون ان يكون هنالك ترتيب ثابت للنموذج مما يعطي مرونة لحذف بعض العناصر وتعديلها كما يركز على تحديد حاجات المتعلم والاهداف والاولويات والمعوقات التي ينبغي التعرف إليها .
ويمكن استخدام هذا النموذج على أي مستوى من مستويات التعليم والتدريب






       تصميم البرامج التعليمية - تصميم التعليم
- مــقدمــة:
تتزايد الحاجة فى وقتنا الحاضر يوما بعد يوم إلى تطبيق الفكر العلمي والأساليب العامية والتقنية فى تصميم الخطط والبرامج التعليمية ، بهدف تحقيق تعليم أفضل وأداء أكثر كفاءة وفعالية بما يتناسب  وقدرات المتعلمين وخصائصهم فى مختلف المستويات التعليمية،ويعد علم التصميم التعليمي أحد العلوم الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة من القرن العشرين في مجال التعليم ، وتطور مفهوم التصميم التعليمي نتيجة تأثره بنتائج الدراسات والبحوث لمدرستين كبيرتين من مدارس علم النفس هما المدرسة السلوكية والمدرسة المعرفية ، وتأثره أيضاً بنتائج البحوث والدراسات في مجال تكنولوجيا التعليم ، وكذلك ظهور التعليم المبرمج الذي كان له الأثر الأكبر في ظهور نماذج مختلفة لتصميم التعليم .، ومنذ الثمانيات زاد الاهتمام بالتصميم التعليمي  وأصبح أحد المجالات الجديدة التى تعتمد على استخدام تكنولوجيا التعليم ، وأسلوب النظم من أجل تصميم برامج تعليمية ترتبط على نحو مباشر بأهداف وأنشطة التعليم داخل حجرات الدراسة .، وذلك لأن ممارسة المعلم لعملية تصميم التعليم سوف تساعده على التفكير والتخطيط المنظم، ومن ثم تحديد أهدافه التعليمية، وطرائقه التدريسية، وأنشطته التربوية، وأساليبه التقويمية بشكل أكثر فعالية.
وإذا كان التعليم هو تصميم مقصود للمواقف التعليمية بصورة منهجية نظامية بحيث يؤدي بالتلاميذ إلى التعلم ، وإن التعلم هو التغير المرغوب في سلوك التلميذ نتيجة تقديم هذه المواقف التعليمية له ، أي يحدث نمو  في معارفه ،أو مهاراته،أو اتجاهاته،أو قدراته ، فإن عملية التعلم تتطلب تصميم مواد تعليمية تتناسب واستعدادات واحتياجات وقدرات التلميذ حتى تساعده في تحقيق الأهداف المنشودة ، وهذا  ما يهدف إليه علم التصميم التعليمي.، وتتفاوت مستويات البرامج عند تصميمها من مجرد تصميم وحدة تعليمية صغيرة تتناول هدفاً تعليمياً معيناً أو عدداً محدوداً من الأهداف والتي يمكن للمتعلم تحقيقها وإتقان تعلمها فى حدود الوقت العادي للحصة الدراسية أو وقت أقل أو أكثر .، إلى تصميم برنامج يشتمل على مجموعة من الوحدات فى تتابع معين لموضوعات مقرر دراسي بأكمله  ، ويسير المتعلم فى دراستها وفقاً لهذا التسلسل وبحيث لا ينتقل من وحدة إلى أخرى تالية لها إلا بعد إتقانه لتعلم أهداف الوحدة السابقة لها وهكذا حتى يتم تعلم أهداف جميع الوحدات بشكل متقن.

-        مفهوم تصميم البرنامج التعليمى :

التصميم التعليمي :

  طريقة منهجية لتخطيط أفضل الطرق التعليمية وتطويرها لتحقيق حاجات وأهداف التعلم المرغوبة وفق شروط محددة تشتمل على تطوير الوسائل التعليمية وتحديدها وتقويمها لجميع نشاطات التعليم.
من المعلوم أن كلمة تصميم مشتقة من الفعل صمم أي عزم ومضى على أمره بعد تمحص دقيق للأمور من جميع جوانبها، وتوقع النتائج بأنواعها المختلفة وبدرجات متفاوتة من تحقيق الأهداف المنشودة ورسم خريطة ذهنية متكاملة ترشد الفرد إلى كيفية التنفيذ والسير قدماً بخطوات ثابتة فيها مرونة نحو الهدف،وتوحي بتحمل المسئولية وعواقب الأمور.
أما مفهوم التصميم اصطلاحاً تعني هندسة للشيء بطريقة ما على وفق محكات معينة أو عملية لموقف ما .



والتصميم التعليمي هو علم يصف الإجراءات التي تتعلق باختيار المادة التعليمية المراد تصميمها وتحليلها وتنظيمها وتطويرها وتقويمها وذلك من أجل تصميم مناهج تعليمية تساعد على التعلم بطريقة أفضل وأسرع ، وتساعد المعلم على إتباع أفضل الطرق التعليمية في أقل وقت وجهد ممكنين .
وعلى هذا يمكن القول أن التصميم التعليمي هو العلم الذي يبحث في الوصول إلى أفضل الطرق التعليمية الفعالة وتطويرها في أشكال خرائط مقننة،وتعد دليلاً لواضع المناهج ، وتعد أيضاً دليلاً للمعلم أثناء عملية التعليم لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة،وهذه الأشكال والخرائط المقننة تعد التصميمات الهندسية لعملية البناء المراد تنفيذها،والذي يقوم بذلك هو المصمم التعليمي وهو يقابل المهندس المعماري عندما يرسم خارطة البناء قبل البدء في تنفيذ وتشييد المبنى،وكذلك المصمم التعليمي فهو يرسم خارطة المنهج التعليمي ويقدمها إلى مطور المناهج أو إلى المعلم،حيث يقدم للمعلم  خارطة أو شكلاً مقنناً يتضمن أفضل الطرق التعليمية لتعليم محتوى دراسي معين،أو محتوى درس تعليمي في حصة دراسية واحدة .
و علم التصميم التعليمي يتضمن مجموعة من المهارات لمجالات العملية التعليمية تتركز بشكل رئيس في ستة
مجالات هي:

مراحل التصميم التعليمي

1- عملية تحليل المادة الدراسية المراد تعليمها ( Analysis ) :
وتتعلق بتحديد الأفكار الرئيسية والفرعية التي تتكون منها المادة، وتحديد الأهداف التربوية العامة والخاصة، وذلك بعد أن يكون المعلم قد قام بعملية دراسة وتحليل للبيئة التعليمية، وتحديد ما فيها من وسائل وأدوات تعليمية ومثيرات، وما يكتنفها من صعوبات وإعاقات، وبعد أن يكون قد درس وحلل خصائص الفرد المتعلم، وحدد ما يمتلكه من قدرات وطاقات وخبرات وإمكانات واتجاهات وغيرها من خصائص تساعده على التعلم.
2-عملية تنظيم المادة الدراسية (Sequencing):
وتتعلق بترتيب الأفكار التي وردت في المادة وفق منطق معين ، كأن يرتب المعلم الأفكار المراد تدريسها من مفاهيم ومبادئ وإجراءات وحقائق، بشكل هرمي تراكمي، أو بشكل خطي مستقيم، أو من البسيط إلى المركب، أو من المثال إلى القاعدة، أو من القاعدة إلى المثال إلى غير ذلك من المبادئ المتبعة في تنظيم المحتوى التعليمي، والتي من شأنها أن تساعد المتعلم على خزن المعلومات في ذاكرته بطريقة منظمة، ومن ثم مساعدته للتعلم ليس فقط على مستوى التذكر، بل وعلى مستوى الفهم والتطبيق والتركيب وغيرها من العمليات العقلية المختلفة .
3- عملية الإعداد لتدريس المادة الدراسية (Developing):
وتتعلق بتحضير كل ما يلزم تعليم المادة من أدوات ومواد ووسائل، كأن يقوم المعلم بتحديد الميزانية التي يحتاجها لتعليم مادته، واختيار الوسائل التعليمية، وتحديد المقرر والمراجع والمصادر، والأدوات، والمواد، والأجهزة، والقاعات، والكوادر البشرية وغيرها من الأدوات اللازمة لتعليم المادة.
4ـ عملية تطبيق المادة الدراسية ( Implementing):
وتتعلق بتحديد المعلم لطرائق التدريس الرئيسية، والثانوية، وما يرافقها من أساليب إثارة الدافعية، وتحديد الأنشطة التربوية، ومراعاة الفروق الفردية، واستخدام جداول التعزيز، وتحديد أنشطة الإدراك المعرفية وغيرها من الطرائق التي تساعده على تنفيذ عملية التعليم بشكل فعال .



5ـ عملية إدارة المادة الدراسية في غرفة الصف ( Managing ):
وهذه تتعلق بكيفية تنظيم عمليتي التعلم والتعليم، كأن يقوم المعلم برصد نشاطات الطلبة، وتقدمهم في الدراسة، والتعامل مع بعض حالات السلوك المشاغب، ومتابعة حضورهم وغيابهم، وواجباتهم، وجوانب القوة والقصور في تعلمهم، ونشاطاتهم، ورصدها في سجلات وقوائم. إن هذه العملية الإدارية من شأنها أن تساعد المعلم الوقوف على سير عملية تعلم الطالب وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
6ـ عملية تقويم تعلم المادة الدراسية ( Evaluating ):
وتتعلق بالحكم على مدى ما حققه الطالب من أهداف تعليمية مرسومة وما لم يحققه، وذلك عن طريق استخدام المعلم لاختبارات الأداء المرجعي، أو اختبارات المحك المرجعي، أو عن طريق استخدامه لأساليب تقويمية مختلفة، كالأنشطة، والتعيينات، والواجبات، وإجراء التجارب إلى غير ذلك.
ومهارات التصميم هذه وضعها التربويون في نماذج وأشكال وخرائط، بغرض استخدامها في تأهيل المعلم، فجاء منها الشامل العام الذي يتناول جميع عناصر العملية التعليمية من أهداف تربوية، ومادة دراسية، ووسائل تعليمية، وأنشطة تربوية، وطرائق تدريسية، وطرائق إدارية، ووسائل تقويمه، وخصائص الفرد المعلم، كنموذج "ديك وكاري" ونموذج "دروزه " المعدل عن نموذج " ديك وكاري".، وجاء من هذه النماذج، الخاص المحدود الذي يركز على كيفية تنظيم المحتوى التعليمي، وكيفية تدريسه أكثر من تركيزه على أي شيء آخر، كنموذج أوسبل ، وبرونر، وجانيه، وميرل ، ونورمان ، نموذج منحى النظم لـجير لاك وأيلي، نموذج جير ولد كمب .
وأيا كانت هذه النماذج ودرجة شموليتها، فكلها تتناول النشاطات والمهارات التعليمية التي يجب على المعلم ممارستها وهو يحضر للمادة التعليمية بتسلسل منطقي، وذلك من أجل تحسين مستوى أدائه، ومستوى تحصيل طلبته، وتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة في الفترة الزمنية المحددة.
وبناءاً على ما سبق تتضح أهمية مراجعة العملية التعليمية بكل مكوناتها ، وألا تقتصر على النظرة الضيقة لعملية التعليم المتمثلة في قيام المعلم بنقل المعرفة إلى تلاميذه وقيام التلاميذ بالإنصات والحفظ والاستظهار،وهذه النظرة القاصرة لم تعد صالحة في ظل ما يشهده هذا العصر من انفجار معرفي وتكنولوجي،وزيادة أعداد الطلاب المنخرطين في مراحل التعليم المختلفة ، ولذلك بدأ الاتجاه إلى أن يكون التعليم مخططاً ومصمماً وفق أسس منطقية وسيكولوجية سليمة، ويقوم على احتياجات الطلاب، واستعداداتهم وقدراتهم.

- الفرق بين تصميم التعليم وتصميم التدريس :
هل هناك فرق بين تصميم التدريس وتصميم التعليم ؟
نعم يوجد فرق بينهما ، ويمكن تلخيص ذلك في الآتي :
غالباً ما يحدث الخلط بين تصميم التعليم وتصميم التدريس وهذا مرده إلى ترجمة المصطلحين حيث يشاع في الكثير من المؤلفات العربية أن كلمة (
Instruction ) تعني تدريس ، وكلمة ( Teaching) تعني تعليم ، ومن هنا نشأ الخلط بين المفهومين ، ويمكن أن يظهر لنا الفرق جلياً من خلال المقارنة التالية :
والتى يمكن تلخيصها فى الجدول التالي :





تصميم التعليم    Instruction Design
تصميم التدريس     Design Teaching
نظام شامل يحتوي تدريب و تعليم و تعلم
نظام جزئي من نظام التعليم
عمل جماعي تعاوني متكامل
عمل فردي
يرتبط بالمادة التعليمية
يرتبط بالحصة الصفية
أهداف عامة ترتبط بالمقرر الدراسي
أهداف سلوكية محددة بالحصة الدراسية
يتم اختيار المحتوى و تنظيمية من قبل الجماعة
يتم توفير البيئة التعليمية من قبل المدرس
و كذلك تنظيم المحتوى التعليمي بعد تحليله
اختيار وسائل تعليمية مختلفة طرق، دليل معلم... الخ
بناء المواقف التعليمية و الأنشطة التعليمية
التقويم تكويني ختامي حيث لا تطوير دون تقويم
تقويم لمدى تحق الأهداف السلوكية لدى الطلبة.
يتم تجريب المحتوى على الطلبة و تعزل جميع المتغيرات و تبقى المادة التعليمية
لا يتم تجربته غالبا، و إنما نحصل على تغذية راجعة من خلال التنفيذ و المعلم هو الذي يختار إستراتيجية التنفيذ المناسبة.

- بعض النماذج فى تصميم التعليم :
     يزود تصميم التعليم العملية التعليمية بالإجراءات المناسبة ، وينظم مكوناتها بتتابع منطقي، ويعالجها كمنظومة نظام متكاملة تتكون من عدة مكونات تعمل معاً لتحقيق غرض مشترك وهدف تربوي عام ، والمنحى المنظومي في تصميم التعليم عبارة عن خطوات منظمة متداخلة ومترابطة ومتشابكة ومتفاعلة مع بعضها، تؤدي إلى تطوير مواد تعليمية لتحقيق أهداف محددة وموجهة إلى نوع معين من المتعلمين، في ضوء مفاهيم ومبادئ نظرية ، ولذلك فهذا المنحى أداة إدارة تسمح للأفراد بتفحص جميع جوانب المشكلة وتأثير قرار ما في آخر، واستخدام أكبر المصادر المتوافرة لحل المشكلة ، والمنظومة التعليمية مجموعة من المواد التعليمية والاستراتيجيات التي يتم تطويرها خلال استعمال المنحى المنظومي ( مدخل النظم ) .
والتطوير عملية منهجية منظمة تهدف إلى ابتكار أساليب وطرق لحل مشكلات التعليم بغرض تحقيق أهداف العملية التعليمية بفاعلية وكفاية عالية ، وتؤلف هذه العملية المنهجية نظاماً منسقاً يتكون من عناصر متفاعلة وظيفياً لتحقق الهدف العام ويمكن تطبيق هذه العمليات والأساليب في تصميم مقررات أو وحدات دراسية أو خطط علاجية .
وهناك عدة نماذج لتصميم التعليم بعضها معقد والآخر بسيط ومع ذلك فجميعها يتكون من عناصر مشتركة تقتضيها طبيعة العملية التربوية،والاختلاف بينها ينشأ من انتماء مبتكري هذه النماذج إلى مدرسة تربوية  سلوكية ، معرفية  دون الأخرى وذلك بتركيزهم على عناصر كل مرحلة من مراحل التصميم بترتيب محدد ، فهناك مرونة في تناول هذه العناصر حسب ما يراه المصمم وحسب طبيعة التغذية الراجعة التي يتلقاها ، ومن ثم إجراء التعديل المطلوب  وجميع هذه النماذج اشتقت من مدخل النظم لتصميم التعليم الذي يتكون من عدة عناصر منتظمة ومنظمة منطقياً .
وفيما يلي وصف موجز لنموذج المنحي المنظومي لجير لاك و أيلي،ونموذج تصميم التعليم
لجير ولد كمب :



1- نموذج منحى النظم لـجير لاك وأيلي :
   تم تطوير هذا النموذج لتوضيح عملية التعليم واستخدام وسائل الاتصال التعليمية في تسهيل عملية التعلم ويتكون هذا النموذج من عدة خطوات هي:
1- تحديد الأهداف التعليمية العامة والسلوكية والممكنة ،حيث تؤثر هذه الخطوة في بقية الخطوات اللاحقة تأثيراً مباشراً.
2- تحديد المحتوى التعليمي المناسب لتحقيق الأهداف ، وهذا يختلف باختلاف الموضوع الدراسي وخصائص الفئة المستهدفة.
3- تحديد مهارات المتطلبات السابقة التي يجب أن يكتسبها الطلبة قبل البدء بتعلم المحتوى والأهداف الجديدة.
4- تحديد الإستراتيجية والأساليب، وهذا يتضمن استخدام إستراتيجيات تعليمية معينة، مثل طريقة الشرح أو طريقة الاستكشاف، وكذلك استخدام أساليب متنوعة مثل المحاضرة والمناقشة وعرض الوسائل التعليمية.
5- تنظيم الطلبة في مجموعات، سواء مجموعات كبيرة كانت أم صغيرة، أو طالباً واحداً وذلك لتحقيق الأهداف التعليمية بشكل مناسب، وبدرجة عالية من الإتقان.
6- تحديد الوقت وتنظيمه، وهذا يعتمد على طبيعة الأهداف وطبيعة الإستراتيجيات والأساليب اللازم استخدامها لتحقيق الأهداف.
7- تحديد المكان الذي سيتم فيه التعلم (غرفة الصف، المختبر، ورشة العمل، دراسة ذاتية...الخ)
8- اختيار مصادر التعليم المناسبة من مواد وأجهزة تعليمية مختلفة .
9- تقويم الأداء، ويتم في أثناء التعليم تراكمي أو ختامي في نهايته لقياس مدى تحقيق الأهداف، والتأكد من مدى سلامة الإجراءات السابقة جميعها من أجل التحسين في حالة الاستعمال مرة أخرى للخطوات السابقة.
10- التغذية الراجعة المرتدة وهي عملية مستمرة تشير إلى مدى فاعلية التعليم بجميع جوانبه، ومن ثم إجراء التغيير أو التعديل في أي خطوة أو مرحلة من خطوات النموذج.

2- نموذج جير ولد كمب :
    يرى جير ولد كمب أن المرونة والتأثير المتبادل بين عناصر العملية التعليمية يحقق الأهداف بشكل أفضل ويجعل التعلم أكثر فاعلية،ولذلك يتميز نموذجه بالمرونة والاتساق بما يناسب كل المستويات وكل أنواع التعلم،ويتكون نموذج التصميم عند كمب من ثمانية عناصر أو خطوات رئيسة ، ويمكن توضيح هذه الخطوات كما يلي :
1 ـ تحديد الغايات التعليمية العامة وصياغتها بشكل واضح، ثم وضع قائمة بالموضوعات الرئيسة التي يجب تناولها من خلال محتوى المادة الدراسية وترتيب هذه الموضوعات داخل هذه القائمة بتسلسل منطقي ثم تحديد الأهداف العامة لتدريس كل موضوع من هذه الموضوعات.
2 ـ تحديد خصائص المتعلمين من حيث قدراتهم وحاجاتهم واهتماماتهم ومساعدة كل متعلم للتقدم في التعلم كل حسب مقدرته ومعدل سرعته في التعلم.
3 ـ تحديد الأهداف التعليمية الخاصة المراد تحقيقها وصياغتها من خلال عبارات سلوكية تبين نتائج التعلم والتي يمكن قياسها.
4 ـ تحديد محتوى المادة الدراسية والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأهداف التعليمية.



5 ـ عمل القياس القبلي المبدئي لتحديد خبرات المتعلمين السابقة ومستواهم الحالي عن الموضوع أو الموضوعات الدراسية الذين هم بصدد تعلمها من خلال المنظومة التعليمية.
6 ـ اختيار أنشطة التعليم والتعلم والمصادر والوسائل التعليمية وطرق التدريس التي سوف يتم من خلالها وبواسطتها تناول محتوى المادة الدراسية بما يساعد المتعلمين على تحقيق الأهداف التعليمية.
7 ـ تحديد الإمكانات والخدمات التعليمية المعضدة مثل الميزانية والأشخاص والمعدات وجداول الدراسة وغيرها من التسهيلات التعليمية والتنسيق فيما بينها.
8 ـ تقويم تعلم المتعلمين ومعرفة مدى تحقيقهم للأهداف التعليمية والاستفادة من نتائج التقويم التي تمثل التغذية الراجعة لإعادة أي خطوة أو جانب معين من المنظومة.




نماذج تصميم البرامج التعليمية نماذج تصميم البرامج التعليمية نموذج كوفمان (1975) نموذج جيرولد كمب (1977-1980) نموذج كمب الشامل (1985) نموذج كوفمان الهدف من النموذج يصلح هذا النموذج للتطبيق في اى موقف تغليمى سواء كان في الفصل او في مراكز التدريب شكل النموذج وخصائصة هذا النموذج من النوع الخطى ويمتاز بالجمع بين اختيار الوسائل التعليمية واستخدامها مكونات النموذج يتكون النموذج من سبع خطوات 1- حدد نوعية المتعلمين المستهدفين ومشكلاتهم وحاجاتهم 2- اذكر المطلوب من المتعلمين تعلمة والهدف الرئيسى للتعليم وكذلك الاهداف المساعدة او الممكنة 3- حدد نوعية الاستجابات المتوقعة من المتعلمين بعد تفاعلهم مع وسائل التعليم 4- اختر الوسائل المناسبة لخبرات التعليم 5- اختر الاستراتيجيات التعلم الاكثر مناسبة لاستخدام الوسائل وحددكيف تستخدمها 6- قوم فاعلية الوسائل والاستراتيجيات التعليمية التى تستخدمها 7- راجع اذا كانت هناك حاجة تدعو للمراجعة Today Deal $50 Off : https://goo.gl/efW8Ef

Today Deal $50 Off : https://goo.gl/efW8Ef




نموذج جيرولد كمب الهدف من النموذج تقديم طريقة علمية لانتاج المواد والوحدات التعليمية وبرامج التعلم الجديدة وقد قدمة كمب 1977وطبق خطواتة في مؤلفة (تخطيط وانياج المواد السمعية والبصرية )عام1980 شكل النموذج وخصائصة استخدم كمب الشكل البيضاوى والدائرى ويمتاز بالاتى المرونة في الاستخدام الاعتماد المتبادل فكل مكون يعتمد على الاخر ويؤثر فية ويتاثر بة امكانية التعديل مكونات النموذج 1-الموضوعات والاهداف العامة 2-خصائص المتعلمين 3- أهداف التعلم 4-محتوى المادة الدراسية 5-الاختبار القبلى 6-أنشطة ومصادر التدريس والتعلم 7-الخدمات المساندة 8-التقويم نموذج كمب الشامل الهدف من النموذج يستخدم في تصميم وحدة تعليمية أو برنامج كامل تعليمي شكل النموذج وخصائصة استخدم كمب الشكل البيضاوى ويتميز بالاتى 1-المرونة في الاستخدام حيث لا توجد فية نقطة بداية محددة 2-عناصر النموذج غير متصلة معا بخطوط أو أسهم تلزم بالتتابع الخطى عند تطبيقة 3-الاعتماد المتبادل فكل مكون يعتمد على الاخر ويؤثر فية ويتاثر بة 4-امكانية التعديل يتكون هذا النموذج من عشرة مكونات يمكن وصفها بايجاز كالاتى 1-حدد المشكلات التعليمية وحدد أهداف تصميم البرنامج التعليمي 2-اختر الموضوعات ثم بين الأهداف العامة المناسبة للموضوعات 3-حلل خصائص المتعلم التى ينبغي أن تستحوذ على الانتباه أثناء عملية التخطيط 4-حدد محتوى الموضوع وحلل مكوناته المهمة ذات العلاقة بالأهداف العامة والأهداف المحددة 5-حدد وضع الاهداف التعليمية المطلوب تحقيقها فى ضوء محتوى الموضوع 6-صمم أنشطة التعليم والتعلم المناسبة لتحقيق الاهداف المحددة 7-اختر المصادر التعليمية التى تساند الانشطة التعليمية 8-عين الخدمات المساندة المطلوبة لبناء وتنفيذ الانشطة والمواد التعليمية المنتجة 9-جهز لتقويم التعلم والبرنامج 10-حدد استعداد المتعلم او المتدرب لدراسة الموضوع باستخدام الاختبار القبلى Today Deal $50 Off : https://goo.gl/efW8Ef

Today Deal $50 Off : https://goo.gl/efW8Ef




و أقدم لحضراتكم محتوى البحث الذي قمت بإعداده في هذا الموضوع



مقدمـــــــة :-

التدريس عملية إنسانية تسعى لتحقيق أهداف مُخطط لها مسبقاً ، أما تصميم التدريس فهو يقابل علم الهندسة ، حيث يتم التخطيط و التنفيذ و التقويم لتحقيق نتائج تعليمية مرغوب فيها ، فالتصميم المبني على الدقة في العمل و الإبداع يبقى مرسوماً في الذاكرة ، و هذا الجهد يحتاج إلى فريق عمل متكامل يشترك فيه كل من له علاقة بالعملية التعليمية التعلمية .

إن علم تصميم التدريس بأصالته وحداثته يلعب دوراً فاعلاً و مؤثراً في الارتقاء بالعملية التعليمية التعلمية ؛ لتحقيق النتائج المرجوة . فهو يسهِّل التفاعل و الاتصال بين المشاركين في العملية التعليمية ، و يزيد من احتمالية نجاح المعلم في تحقيق أهدافه و يجعله قادراً علىالعطاء و إدارة غرفة الصف بفاعلية و كفاءة .

و لقد زاد الاهتمام بتصميم التدريس كثيراً خلل العقود الماضية ، و ذلك بعد إجراء البحوث و الدراسات العديدة المتعلقة في ميدان التربية و علم النفس من جهة ، و بعد التطورات العلمية و التكنولوجية من جهة أخرى .

التطورات التي حدثت في مجال تصميم التدريس أخذت فترة طويلة من التعديل و التطوير و التحسين . و لكي نعطي الموضوع حقه من التوضيح ، سوف نتحدث في البداية عم المفاهيم ذات الصلة الوثيقة بتصميم التدريس وصولاً إلى مفهوم تصميم التدريس ، ثم نتعرض إلى أهمية علم التدريس و تطوير علم تصميم التدريس ، ثم ننتهي بالأطر النظرية المحددة لتصميم التدريس ، و يمكن توضيح ذلك على النحو الآتي :-

أولاً :- المفاهيم الأساسية المتعلقة بتصميم التدريس:-
- التدريس
Instruction :
هو مجموعة النشاطات التي يقوم بها المعلم في موقف تعليمي لمساعدة المتعلمين في الوصول إلى أهداف تربوية محددة ، و لكي تنجح عملية التدريس لابد مـــن توافــــر الوسائـــل و الإمكانـــات ، و استخدامها بطرائق و أساليب متبعة للوصول إلى أهدافه (جامل ، 2000)
و يعرَّف التدريس بأنه عملية إنسانية مقصودة هدفها مساعدة المتعلمين على التعلم ، فهو الجانب التطبيقي التكنولوجي للتربية ، و يتضمن شروط التعلم و التعليم معاً و يحتاج إلى مُعلم أو آلة ، و قد يتم داخل الغرفة الصفية أو خارجها .

التعليم
Teaching :-
هو العملية و الإجراءات التي يقوم بها المعلم لإحداث تغيرات عقلية و وجدانية و مهارية لدى المتعلمين . و للتعليم ثلاث مجالات هي :
1- المعارف و المعلومات : و تشمل الموضوعات كالتاريخ ، الجغرافيا ، التربية الوطنية .....
2- القيم و الاتجاهات : مثل حب الوطن ، النظافة ، التعاون ، التسامح ... إلخ
3- المهارات : مثل السباحة ، الرسم ، النحت ،الطباعة .....
و من هنا فإن التدريس و التعليم جميع الخبرات التي يقوم التي يقوم بها الفرد و يتمثل في المعارف و المعلومات و القيم و الاتجاهات و المهارات ، فالجانب المشترك بين التعليم و التدريس هو مجال المعلومات و المعارف فقط ، فمثلاً نقول علمته النظافة ، و لا نقول درسته النظافة .


التعلم
Learning :
هو كل ما يكتسبه الإنسان عن طريق الخبرة و الممارسة ، كاكتساب الاتجاهات ، الميول ، المدركات ، المهارات الاجتماعية و العقلية ، فهو تعديل في السلوك أو الخبرة نتيجة ما يحدث في العالم أو نتيجة ما نفعل أو نلاحظ (جامل،2000) .
و التعلم أيضاً هو تغير مقصود في السلوك يستدل عليه من أداء المتعلم ، و هو ناتج عن الخبرات أو التدريب ، و ثابت نسبياً و لا يمكن ملاحظتة بشكل مباشر بل نستدل عليه من خلال التغيرات التي تطراً على سلوك المتعلم ( الكسواني و آخرون ،2007)

تكنولوجيا التدريس
Instructional Technology :
تعرَّف تكنولوجيا التدريس بأنها ترتيبات نظامية لأحداث تعليمية / تعلمية تم تصميمها لوضـــع المعرفـــة موضع التطبيــــق و الممارسة بطريقة تنبوئية و فاعلة لتحقيق الأهداف ( قطامي و آخرون 2003) .
و هذا يعني أن تكنولوجيا التدريس تتضمن عمليات متسلسلة كي تتحقق الأهداف التربوية المبتغاة .
تعتمد عملية تصميم التدريس على أسلوب حل المشكلات الذي يقوم على :
- تحديد المشكلة .
- وضع الفرضيات .
- تجريب الفرضيات .
- جمع المعلومات و البيانات .
- دحض الفرضيات .
- النتائج و اتخاذ القرارات .
إن استخدام الأسلوب العلمي في التخطيط من قبل المعلم يساعد على اختيار مشكلات التدريس ، و خطوات حلها ، و من ثم اتخاذ القرارات المناسبة .

تكنولوجيا التعليم
Teaching Technology :
تعرَّف تكنولوجيا التعليم على أنها : " تنظيم متكامل يضم الإنسان ، و الالة ،و الأفكار ، و الآراء ، و أساليب العمل ، و الإدارة ، بحيث تعمل داخل إطار واحد "( سلامة ، 2002 )
و تمثل تكنولوجيا التعليم بالشكل الآتي :-



مفهوم التصميم :-
كلمة التصميم مشتقة من الفعل (صمَّم ) ، و تعني العزم على فعل الشيئ بعد الدراسة الكافية له .
أما اصطلاحاً فيعني : هندسة الشيئ ضمن خطة مدروسة و منظمة .
يشير مفهوم التصميم إلى : عملية تخطيط منهجية تسبق تنفيذ الخطة من أجل حل المشكلة ( قطامي و آخرون ، 2003) .

يستخدم التصميم في مجالات عديدة كالتصميم الهندسي ، و التصميم التجاري ، و التصميم الداخلي ....ألخ ، بالإضافة إلى تصميم التدريس ، إلا أنه يمتاز بالدقة ؛ لأن ضعف التخطيط في تصميم التدريس يؤدي إلى تدريس غير فال و خال ٍ من الدافعية ، و هدر في الوقت و المصادر التعليمية .
كما يمتاز تصميم التدريس بالإبداع والخيال ، و بهذا يجب على المعلمين الابتعاد عن الحفظ و التلقين ، بل التركيز على استثمار خيال الطلبة لأجل الإبداع في العمل .
و بناءاً على ذلك ، فالتصميم المبني على الدقة في العمل و الإبداع يبقى مرسوماً في الذاكرة طولة الأمد ، أما التصميم التقليدي فيصير إلى النسيان .

مفهوم تصميم التدريس
Istructional Design:-
تناول عدد من العلماء مفهوم تصميم التدريس و منهم :

أولاً : تعريف برانش :
هو عملية مخططة لمواجهة التفاعلات العديدة بين المحتوى و الوسائل التعليمية و المعلم و المتعلم و البيئة التعليمية خلال زمن محدد.

ثانياً : تعريف برجز :
هو طريقة منهجية لتخطيط أفضل الطرائق التعليمية و تطويرها لتحقيق حاجات التعلم و التعليم (سلامة ، 2002)

ثالثاً : تعريف ريجيليوث :
هو العلم الذي يبحث في طرائق التدريس و تحسينها و تطبيقها لتحقيق التغير المطلوب في المعارف و المهارات و المتعلمين ( الكسواني و آخرون ، 2007)
و نسنتنج من التعريفات السابقة أت تصميم التدريس هو علم يدرس كافة الإجراءات و الطرق الملائمة لتحقيق نتاجات تعليمية مرغوب فيها ، و من ثم السعي لتطويرها و تحسينها وفق شروط معينة .

فتصميم التدريس يقابل الهندسة ، فالمهندس يرســـم المخططات و الأشكال و التوزيع الداخلي للبيت ، و من ثم يقوم بإجراءات التعديلات و التغيرات لكي يحقق الهدف الذي يسعى من أجله ، و كذلك المعلم فهو يخطط للحصة الصفية ، و يختار الأساليب و الطرق و الوسائل التعليمية و الأنشطة المناسبة للموضوع الدراسة ، و من ثم يقوم بإجراء التعديلات الملائمة لكي يتم تحقيق الأهداف المرسومة للحصة الصفية ، و علم تصميم التدريس يحاول الربط بين الجانبين : النظري و العملي .
- فالجانب النظري يتعلق بنظريات علم النفس ، و نظريات التعلم .
- و الجانب العملي يتعلق بالوسائل التعليمية و البرمجيات كالحاسب ، و الأفلام ، و التلفاز ، و الفيديو ، و غيرها .

أهمية علم تصميم التدريس :-
1- توفير الوقت و الجهد ، فهو عملية دراسة ، و تغيير و تعديل لجميعالطرائق التعليمية قبل البدء بالتطبيق ، و ذلك لحذف الطرائق التعليمية الفاشلة ، و التركيز على الطرائق التعليمية الفعالة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة .
2- تسهيل التفاعل و الاتصال بين المشاركين في تصميم البرامج التعليمية ، و تشجيعهم على العمل كفريق واحد .
3- التوجيه نحو الأهداف التعليمية المرسومة، و من ثم تحديد الأهداف التربوية العامة ، و الأهداف السلوكية الخاصة المتعلقة بالمحتوى الدراسي .
4- يزيد من احتمالية نجاح المعلم في تعليم المادة الدراسية التي يدرسهــا ، مما يقلــل مــن الخطـــاً و المواقف المحرجة التي تظهر ضعف التي تظهر ضعف المعلم أمام الطلاب .
5- يقلل التوتر عند المعم نتيجة اتباع أساليب تعليمية جيدة و سليمة ، و يجعــلـــة قادراً على العطاء و إدارة الغرفة الصفية بفعالية .

عملية تصميم التدريس :
تتمثل عملية تصميم التدريس في الإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسية و هي :
1- أين سنذهب ؟ و يمثل أهداف التعليم .
2- كيف سنذهب ؟ و يمثل استرتيجيات التعليم .
3- كيف نعرف أننا وصلنا إلى هناك ؟ و يمثل أساليب التقويم .
و يمكن تلخيص هذه الأسئلة في أهداف التعليم المراد تدريسها للمتعلمين ، و هي : الأهداف المعرفية ، و الأهداف الوجدانية ، و الأهداف النفس حركية ، بالإضافة إلى استراتيجيات التعليم المتمثلة في الطرائق و الساليب و الوسائل التعليمية و النشطة التعليمية التي يستخدمها المعلم من أجل الأهداف المراد تدريسهما ، و من ثم لابد من أساليب التقويم المتمثلة في الاختبارات الموضوعية ، و المقالية ، و الشفوية ، بالإضافة إلى الملاحظة ، و المقابلة ، و الاستبانة .... و غيرها .

مراحل تصميم التدريس :-
تمر عملية تصميم التدريس بثلاثة مراحل أساسية و هي :
1- التحليل 2- الاستراتيجية 3- التقويم
و الشكل التالي يوضح عملية تصميم التدريس







يمثل تصميم التدريس نظام (
System) يتكون من مدخلات(Inputs) ، و عمليات (Processes) ، و مخرجات(Outputs) ، و تغذية راجعة (Feedback) ، و فيما يلي توضيح لعمية تصميم التدريس :
أولاً : التحليل (المدخلات) :
يتم في هذه المرحلة ما يأتي :
- تحديد خصائص الفئة المستهدفة و خصائصهم الجسمية ، و العقلية ، الانفعالية ، و الاجتماعية .
- تحديد الأهداف المراد تدريسها .
- تحديد المحتوى المرتبط بالأهداف التربوية .
- تحديد الوسائل المتوافرة .
ثانياً : الاستراتيجية ( العمليات ) :-
و يتم في هذه المرحلة ما يأتي :
- عرض المادة الدراسية .
- استخدام أسلوب التدريس .
- استخدام الوسائل التعليمية و الأنشطة .
- ترتيب البيئة التعليمية من مقاعد ، تهوية ، إضاءة و غيرها .
ثالثاً : التقويم (المخرجات )
- إجراء التقويم التكويني .
- إنجاز المهمة التعليمية .
- نتائج المتعلمين .
- مراجعة الخطة لتصويب الأخطاء .
و تشمل مرحلة التقويم التغذية الراجعة لمعرفة الخلل إذا لم تتحقق الأهداف المنشودة . إن عملية تصميم التدريس يجب أن تكون متوافقة و منسجمــة ، بمعنـــــى أن تكــــــون طريقـــة التدريــــس ( الاستراتيجيات ) مناسبة لتحقيق الأهداف التي تمثلت في المرحلة الأولى ، و أن تكون مرحلة التقويم متوافقة و منسجمة مع الأهداف و الاستراتيجيات .
ومما تجدر الإشارة إليه أن مصممي التدريس يؤكدون على خلق بيئة تعليمية تسهل عملية التعلم ســواء أكانــــت البيئة ذهنية أم نفسية أم مادية ، معتمداً على نظريات التعلم المعدة للمواقف التعليمية و التدريبية .

فريق تصميم التدريس :-
تحتاج عملية تصميم التدريس إلى فريق متكامل يقوم بوضع خطة العمل ، و يتكون هذا الفريق من
1- المصمم :- و هو الشخص الذي يضع خطة العمل .
2- المدرس :- و هو الشخص الذس يصوغ الأهداف المراد تدريسهما و طرائق التدريس و أساليبه
3- الخبير :- و هو الشخص المختص في محتوى المادة الدراسية المراد تدريسها .
4- المُقَّوم :- و هو الشخص المسئول عن الاختبارات و التغذية الراجعة .

تطور علم تصميم التدريس :
تعود بدايات ظهور علم تصميم التدريس إلى نهايات النصف الأول للقرن العشرين ، و بالتحديد إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية ، و كانت البدايات تتعلق بالتدريب العسكري عندما فكرت الحكومة الأمريكية في تدريب أعداد كبيرة من جنودها للالتحاق بالحرب ، فبدأ العلماء الأمريكيون بالتفكير بإدخال التقنيات الحديثة لتحقيق الأهداف المرسومة ، و كان على رأسهم العالم جون ديوي (
John Dewey ) الذي تنسب إليه ولادة علم تصميم التدريس .

العوامل التي أدت إلى تطور علم تصميم التدريس :
1- الدراسات و الأبحاث التي تتعلق بنظريات علم النفس ، خاصة ما يتعلق بالفروق الفردية ، والتعليم المبرج الذي عدَّ أساساً لمفهوم تصميم التدريس .
2- الدراسات و الأبحاث التي تتعلق بنظريات التعلم ، و التي تشير إلى المثيرات و الاستجابات و التعزيز .
3- الدراسات و الأبحاث التي تتعلق بمجال الوسائل التعليمية ، و التقنيات التعليمية .
4- التكنولوجيا الهندسية ، و التي تتمثل في استخدام المتعلم الآلة بذاته ( التعلم الذاتي ) و الذي يساعده على التقدم وفق سرعته الخاصة .

نظريات التعلم السلوكية و تصميم التدريس :
لقد أطلق على نظريات التعلم السائدة في النصف الأول من القرن العشرين اسم السلوكية (
Behaviorism) ، و ارتبطت هذه النظريات باسم العالم الروسي إيفان بافلوف (Ivan Pavlov) ، و باسم العالم الأمريكي ثروندايك (Trondike) الذي يعد مؤسس السلوكية الأمريكية .

و تتلخص وجهة نظر المدرسة السلوكية في دراسة التعلم على أن التعلم يحدث نتيجة مثير => استجابة ؛ بمعنى ارتباط بين المثير و الاستجابة ؛ فكلما كان المثير قادراً على ضبط الاستجابة ، حدثت الاستجابة في حضور المثير ، و تختفي في حال غيابه .
ركزت النظرية السلوكية على أهمية البيئة في التعلم ، و من وجهة نظر السلوكيين أن ما يستحق دراستــه عن تعلم الإنسان هو ما يمكن ملاحظته فقط ، لذا لم يتطرق السلوكيون إلى الأحوال الذهنية ، و عمليات التفكير ، و غيرها .

يظهر أن النظرية السلوكية قد أثرت بشكل واضح على تصميم التدريس في بعض التقنيات و الخطوات الإجرائية في عملية تصميم التدريس ، مثل : تحديد الأهداف السلوكية ، و وضع التقييم و غيرهما .

التعليم المُبرمج أحد التطورات المهمة للنظرية السلوكية ، و يتمثل في تحديد الأهداف و المعايير السلوكية لمستويات الأداء ، و عرض المادة التعليمية باستخدام الوسائل التعليمية . و أحد أهم أنواع التعليم المبرج هو التعليم المُبرمج الخطي .

أ‌- التعليم المبرمج الخطي
و هو ناتج عن دراسة العالم سكنر (
Skinner ) لنظرية التعلم ، أما التعليم المبرمج المتفرع / المتشعب يعود إلى العالم نورمان كراودر (Norman Crowder ) و يختلف نوعا التعليم المبرمج عن بعضهما البعض بمقدار التغذية الراجعة و نوعها ، و نوع الاستجابة عند المتعلمين ، و نمط التدريس ، و مقدار السماح بوجود أخطاء من المتعلم أم لا ، و غيرها .



مراحل تصميم التدريس :-

أولاً : مرحلة التحليل الشامل
Front End Analysis
في هذه المحلة يتم تحليل البيئة التعليمية المحيطة بالبرنامج المراد تصميميه ، و تحديد المشكلة من خلال إظهار الحاجات اللآزمة و تحويلها إلى معلومات مفيدة في عملية التدريس . و تتضمن هذه المرحلة أيضاً تحديد الإمكانات البشرية و المادية المتوفرة و المواد اللآزمة ، و تحديد خصائص المتعلمين و حاجاتهم و استعداداتهم و قدراتهم و اتجاهاتهم و دافعيتهم .

ثانياً : مرحلة التصميم
Design
في هذه المرحلة يتم تحديد أفضل المعالجات و المخططات التعليمية و اختيارها ، كما تتضمن تنظيم أهداف المادة التعليمية ، و إعداد الاختبارات ، و تنظيم محتوى المادة ، و تخطيط عملية التقويم . كما يتم في هذه المرحلة تصميم لبيئة التعليم و ما تتضمنه من مواد و أجهزة و وسائل تعليمية تم إعدادها و تنظيمها بطريقة تساعد المتعلم على السير وفقاً لتحقيق الأهداف المحددة .

ثالثاً : مرحلة التطوير و الإنتاج
Development and Production
يتم في هذه المرحلة ترجمة تصميم التدريس و التدريب إلى مواد تعليمية حقيقية و استراتيجيات عرضها ، و الوسائل التعليمية اللآزمة ، و تنظيم الأنشطة المرافقة ، و عملية التقويم . و ينبغي أن تخضع المادة التعليمية عند انتاجها و تطويرها لعمليات التقويم لتحديد درجة فاعليتها و مناسبتها للمتعلمين قبل التطبيق النهائي لها.

رابعاً : مرحلة التنفيذ
Implementation
يتم في هذه المرحلة التدريس و التنفيذ الفعلي للبرنامج ، و بدء التدريس الصفي باستخدام المواد التعليمية المعدة مسبقاً ، و ضمان سير جميع النشاطات بكل جودة و فعالية .
و قد أشار بيندر (
Binder) إلى وجود بعض المتغيرات في هذه المرحلة و هي :-
1- خصائص المُدرس : إذ تُعد من المكونات المؤثرة سلباً أو إيجاباً في تنفيذ البرنامج التدريسي .
2- مكونات الموضوع أو الدرس : و يتحدد الموضوع بتدرج الخبرات و ترتيبها و ارتباطها مع بعضها .
3- التسهيلات البيئية للتدريب : التي تزيد من سيطرة المُتعلم على الخبرات التعليمية و التدريبية .

خامساً : مرحلة التقويم
Evaluation
تُعد مرحلة التقويم من المراحل الهامة في أي برنامج تدريسي ، فهي تقدم المعلومات عن مقدار ما تم تحقيقه من أهداف البرنامج و فعالية عناصر العملية التعليمية و مكوناتها المختلفة .

من هنا لابد أن يكون التقويم عملية مستمرة في أثنناء محصلة التنفيذ لاكتشاف المشكلات و الصعوبات التي تواجه تنفيذ البرنامج ، و تحديد مواضع الضعف ؛ كي يتمكن المُصمم من تحسين البرنامج و تعديله و تطويره .



أهمية نماذج التدريس :-
تبرز أهمية استخدام النماذج في تطوير التدريس و رفع فاعلية الأداء إلى الإسهامات الآتية :-
1- تساعد الطلاب على التعلم الجيد .
2- تسعاد الطلاب على تعلم المعلومات و الأفكار و المهارات الأكاديمية و الاجتماعية و الإبداعية وفق إطار متكامل .
3- تساعد الطلاب على فهم أنفسهم و بيئتهم في إطار تشكله بنية النموذج ، و يحدده الهدف من تصميمه .
4- تساعد المعلم على تهيئة البيئة التعليمية المناسبة لأهدافه التدريسية .
5- تساعد المعلم على تصمصم خبرات تعلم فعالة .
6- تساعد المعلم في وضع الخطط و تصميم الدروس و انتقاء الاستراتيجيات و أساليب التدريس المستخدمة في الفصول في ظل رؤية متكاملة .
7- تسهم نماذج التدريس في تطوير المناهج الدراسية باعتبارها أدلة عمل استرشادية .


خصائص النظام للتصميم التدريسي :
حدد لوجان (
Logan) مجموعة من الخصائص التي تتصف بها نظم التدريس هي :-
1- التنظيم و الضبط المقصود لمتغيرات نواتج التدريس و عملياته .
2- وجود مجموعة من المتغيرات تربطها علاقات معينة .
3- حاجة النظام التدريسي – من وقت لآخر – إلى إعادة الاختبار و التقييم بهدف تقديم الصياغة اللآزمة لضمان فاعليته و كفاءته .
4- يسير النظام حسب خطوات و مراحل محددة تماماً و بدقة .
5- يحدد النظام الظروف السابقة ، و بيئات التدريس ، و الوصف المجدد و الدقيق للبيئة و المجال الصفي .
6- يتضمن النظام مراحل إجرائية تقنية تقوم على تنسيق العوامل و العمليات و النواتج مصوغة بطريقة تساعد التربويين و المعلمين على تحقيق الأهداف .
7- تحدد الأهداف و العمليات و النظام الذي تم تبنيه و اختياره .
8- يتضمن أي نظام من نظم التدريس مدخلات و عمليات و نواتج تعليمية .

أهم الخصائص الواجب توافرها في النموذج :
1- يجب أن يكون النموذج مرناً سهل التعديل ، بما يتفق مع طبيعة المواد الدراسية المستخدمة و البنية التدريسية القائمة .
2- أن يسهل تقديمه لمراحل عمرية مختلفة .
3- أن يكون واقعياً من حيث التكلفة ، الزمن ، و متطلبات التطبيق و ما يرتبط بها من إعداد و تدريب .



من أهم نماذج الأنظمة التدريسية :-
نموذج كمب (
Kemp 1985) :-
يحدد كمب ثمانية عناصر يمكن استخدامها في التصميم التعليمي و هي :-
1- الموضوعات و الأهداف العامة : يتم تحديد الأهداف العامة ، ثم إعداد قائمة بالموضوعات الرئيسية التي تشكل المقرر ، و تحديد الأهداف العامة و الخاصة لتعليم كل موضوع .

2- تحديد خصائص المتعلمين : فتحديد خصائص المتعلمين سوف يؤثر على اختيار الأهداف و الموضوعات و الأنشطة التعليمية و التي يجب التخطيط لها ، و لذلك يجب الأخذ ف الاعتبار مستوى النضج ، و فترة الانتباه ، و الظروف الاجتماعية و الاقتصادية ، و درجة الذكاء ، و مستوى القراءة ، و درجة المقدرة على الدراسة أو العمل بمفرده ، و الخلفية في الموضوع ، و الدافعية لدراسته .


3- تحديد أهداف التعليم : يجب أن تصاغ في عبارات تمثيل النشاطات التي ستؤدي إلى تعلم الطالب ، و يشير كمب إلى استخدام تصنيف بلوم للأهداف التعليمية .

4- تحديد محتوى المادة التعليمية : يتم تحديد المادة التعليمية التي تشتمل على المعرفــة ( الحقائق و المعلومات ) و المهارات ( العمليات ) و الظروف ( المتطلبات) و عوامل الميول و الاتجاهات لكل موضوع .
5- التقدير المبدئي للسلوك : أو الفحص الأولي لتحديد هل يتوفر لدى كل طالب الاستعداد لدراسة هذا الموضوع ، و هل حقق الطلاب سلفاً بعض الأهداف المطروحة ، كذلك يمكن أن تثير أسئلة الاختبار القبلي الرغبة لدى الطلاب لدراسة هذا الموضوع .

6- تصميم نشاطات التعليم و التعلم : و يمثل هذا العنصر الركيزة الساسية لعملية التعلم حيث يتم ااختيار المصادر و الوسائل التعليمية التي تساعد في تحقيق الأهداف .

7- تحديد خدمات الدعم أو المساندة : و تشمل الميزانية ، و التسهيلات ، و التجهيزات ، و الأفراد العاملين ، و جدول الدراسة ، و الأجهزة .

8- تقويم تعلم الطلبة و النظام نفسه : لقياس درجة تمكن كل طالب من الأهداف ، و معرفة نقاط الضعف في الخطة التربوية لتحسينها و تعديلها .
و الشكل المقابل يوضح نموذج كمب لتصميم التدريس :-
[
img] [/img]




خاتمـــــــة :-

في النهاية يمكن أن نستخلص أن التعليم و التدريس عمليتان مقصودتان يجب أن يتم الإعـــداد لهمـــا جيــــداً حتـــى يمكن الحصول على أعلى مردود منهما ، ولما كان علم ( تصميم التدريس ) هو العلم الذي يهتم بهذا الإطار ، فإن هذا العلم له عظيم الأثر في الارتقاء بعمليات التعليم و التعلم إلى أقصى درجة ممكنة و ذلك عن طريق التخطيط الجيد و تهيئة البيئة التعليمية و دراسة خصائص المتعلمين و مدى قدرتهم على التقدم في الدراسة بمستوى معين و بسرعة محددة ، كما أن تصميم التدريس يركز على مسألة التقويم المستمر قبل و أثناء و بعد انتهاء عملية التدريس أو التعليم و ذلك للوقوف على مدى نجاح خطة التدريس في الإتيان بثمارها المرجوة ، و تصحيح المسار المُخطط في حالة حدوث إخفاقات في بعض أجزاء الخطة .

و كلما كانت المؤسسة التعليمية أو التدريبية قادرة على التخطيط الجيد للعملية التعليمية كلما كانت احتمالات النجاح و الوصول إلى الأهداف المنشودة أكبر .

و في النهاية يجب أن نؤكد على أن أي عمل يتم دون تخطيط مسبق فهو عمل أبتر منقوص ، و إن حقق نجاح ملحوظ في بعض الأحيان فهو من قبيل المصادفة ، و لا أدل على ذلك من قول الله تعالي :-
{ و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم } الأنفال: ٦٠ صدق الله العظيم

و قول رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) لمن سأله " يا رسول الله أأترك راحلتي طليقة و أدخل في الصلاة و أتوكل على الله ، فقال النبي الكريم (صلى الله عليه و سلم ) بل أعقلها و توكل " صدق رسول الله (صلى الله عليه و سلم )

أي يجب على الإنسان أن يخطط و يُعد العُدة لكل أمر من أمور حياته ، و لا أحوج لذلك من العملية التعليمية التي تؤدي إلى بناء الأجيال الجديدة من الشباب الواعد المرجو منه أن يقوم بحمل راية الوطن فيما هو مُقبل من أيام .

و الله المُستعان و هو الهادي إلى سواء السبيل
و سلامٌ على المرسلين و الحمد لله رب العالمين



هناك 8 تعليقات: